(ماما .. عايزة أروح أعمل شعري عند الكوافير)
هكذا ظلت البنت تلميذة الإعدادي ، ذات الأربعة عشرعاما ، تلح على أمها طوال أسبوع . كانت تريد أن تصفف شعرها على الموضة مثل كثير من المراهقات في عمرها اللاتي تراهن في الشارع ... وأخيرا واقفت الأم ... وأسرعت البنت وفرحتها تسبقها إلى محل الكوافير الذي يقع في الشارع المجاور لشاعهم . سوف تجلس في الكوافير مع الآنسات الكبيرات وسوف تضع رأسها مثلهن تحت الستشوار ... عندما دخلت محل الكوافير .. كانت سعادتها قد وصلت إلى القمة .
جلست بين الزبونات المنتظرات تتصفح المجلات التي تحمل صور عارضات أزياء أجنبيات وعلى رأس منهن أحدث تصفيفة شعر .. واختارت وهي تختار لنفسها تصفيفة تليق بها .. لكنها بمرور الوقت بدأت تشعر بالضيق .. كان الكوافير الذي استقبلها بترحاب شديد في البداية ... قد بدأ ينظر لها وهو يصفف شعر احدى السيدات نظرات غريبة . هل كان يستكثر عليها أن تصفف شعرها مثل الكبيرات ؟
صحيح أن عمرها 14 سنة .. لكنها طويلة وجميلة . حتى يعطيها من يراها عمرا أكبر من عمرها الحقيقي . وزاد ضيقها عندما لاحظت أن الكوافير كان كلما انتهى من تصفيف شعر زبونة .. تجاهلها وبدأ تصفيف شعر زبونة أخرى .. حتى الفتيات اللاتي حضرن بعدها .... وبدأت الزبونات ينصرفن واحدة وراء الأخرى . حتى أصبح محل الكوافير خاليا إلا منها ومن الكوافير نفسه الذي فوجئت به يغلق باب المحل من الداخل ويتجه نحوها وفي عينيه نظرات شيطانية .
سألت بخوف : ماذا تريد ؟
قال مبتسما بسخرية : ولا حاجة .. دلوقت بقينا وحدنا ..
هجم عليها فقاومته بشراسة .. كانت معركة قصيرة غير متكافئة .. وصحيح إنها تمكنت فيما بعد من الهرب وفتحت باب المحل ولاذت بالفرار .. لكنها عندما عادت بعد إلى البيت دخلت حجرتها وانخرطت في البكاء لأنه استطاع أن يقبلها رغما عنها . والأكثر من ذلك أنها لم تصفف شعرها .. ظهر اليوم التالي عندما خرجت من المدرة .. فوجئت به ينتظرها داخل سيارة .
قال لها : اركبي .
ردت غاضبة : لا ..
قال يهددها : إذا لم تركبي .. سأقول لوالدك عن القبلة التي أخذتها منك في المحل ...
واحتارت ولم تعرف ماذا تفعل . ركبت وهي خائفة مترددة . ظل يسمعها كلاما مثل الذي يقولونه في الأفلام العاطفية . شعرت أنها مسلوبة الإدارة وكأنها مخدرة . ذهبت معه وهذه المرة لم تدم المعركة طويلا ... وعاشت شهور مريرة .. تحمل سرها وخوفها .. حتى كان يوم وهي تقف في طابور المدرسة أغمي عليها . ونقلوها إلى حجرة الحكيمة التي ما أن فحصتها حتى أطلقت رغما عنها صرخة حسرة .
وقالت بهمس : البنت حامل .
أبلغت أسرتها الشرطة .. وتم القبض على الكوافير الذي اعترف .. وحتى لا تتسع دائرة الفضيحة وسترا للبنت .. تم الاتفاق على أن يتزوجها الكوافير بعد أن زعموا أن شهادة ميلادها فقدت . وحصول على شهادة تسنين تقول أن عمرها 16 عاما ويسمح لها بالزواج .
وانتقلت لتعيش في بيت الكوافير .. كان متزوجا وعنده أولاد .. وهناك بدأوا يضايقونها ويطلبون منها أن تتخلص من الجنين الذي بدأ يتحرك في أحشائها .. وخضعت واجهضت نفسها . وهنا فقط وبد أقل من شهر من زواجها .. طلقها الكوافير .. وأسرعت إلى بيت أهلها فرحة بنجاتها.. ولكنها توقفت في ذهول على باب البيت . كان هناك سرداق ونسوة يرتدين الملابس السوداء . انهن بعض قربياتها وعلى السلم اكتشفت أن أمها قد ماتت ... ماتت الأم حسرة على ابنتها ... بعد أيام من وقوع الجريمة كان شقيقها الذي يكبرها بسنوات يمشي في الشارع . وفجأة شاهد الكوافير على باب المحل مع بعض أصدقائه .. وحاول الانحراف بعيدا عنه. لكن الكوافير راح يتحرش به بكلمات لا يليق ذكرها فيها اسم اخته الصغيرة ... وفارت دماء الأخ .. أسرع الكوافير يريد إيقافه عند حده لكن الأخير شهر في وجهة المقص .. فجرى الآخر إلى البيت وعاد كالمجنون يحمل سكين المطبخ وطعن به الكوافير طعنة أنهت حياته ... ويتم القبض على شقيقها .. ويعترف بالجريمة وأسبابها أمام وكيل نيابة الحوداث . الذي يأمر بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق وعندما تنتهي الأيام الأربعة يذهب تحت الحراسة مع محامية إلى قاضي المعارضات للنظر في تجديد أمر حبسه .
وبعد أن يستمع قاضي المعارضات إلى قصة المتهم يصدر فراره : إخلاء سبيل المتهم بضمان محل إقامته على ذمه القضية
__________________